الطاقة الشمسية لخدمة الموتى من الفقراء
على الرغم من أن معظم الأهالي بدأوا في التفكير جدياً في تجهيز منازلهم بالطاقة الشمسية، فإن الأغنياء والميسورين فقط هم القادرون حتى الآن على تأمين الطاقة الشمسية، نظراً للكلفة المالية التي لا يستطيع الفقراء تأمينها، لذلك فإن معظم الأهالي غير قادرين على شراء مستلزمات الطاقة النظيفة.
لكن يبدو أن الأموات من الفقراء سيحصلون بشكل أسرع من الفقراء الأحياء على هذه الخدمة، وربما انارة قبورهم من الداخل. ففي بلدة كفرا (بنت جبيل)، انتشرت ظاهرة تزويد القبور بمرايا خاصة بتوليد الطاقة الشمسية، “بهدف استخدام الطاقة لتشغيل جهاز تسجيل لقراءة القرآن بشكل دوري ومنتظم”، يقول حسن سبيتي، أحد أبناء البلدة، ويبين أن “السبب وراء ذلك، هو أنه جرت العادة على استئجار قارىء للقرآن على قبر الميت، بعد دفنه مباشرة ولمدة ثلاثة أيام أو أكثر، وكانت الكلفة المالية سابقاً مقدور على دفعها من معظم الأهالي، لكن الأجرة اليوم هي مئة دولار على الليلة الواحدة، وبالتالي أصبح الفقراء غير قادرين على تأمين هذا المبلغ، كونهم لا يتقاضون الدولار، لذلك فان شراء جهاز تسجيل لقراءة القرآن يعمل على الطاقة الشمسية ومزود ببطارية لتأمين القراءة ليلاً، لا يكلف صاحبه أكثر من 30 دولارا، ما يعني أن توافر مستلزمات الطاقة الشمسية أنقذ الفقراء من الأموات هذه المرة”.
الفكرة التي بدأ بتنفيذها أحد أبناء البلدة، سرعان ما انتشرت ليصبح تزويد القبور بخدمة الطاقة الشمسية أمراً معتاداً في البلدة. ولاحقاً، بحسب أبناء البلدة، فإن “وجود المرايا فوق القبور، قد تنفع لإنارة القبور من الداخل أيضاً، قبل أن نستطيع انارة منازلنا”.
ويرى سبيتي أن الفقراء وجدوا حلاًّ لخدمة موتاهم، لكنهم لم يجدوا الحل لخدمة أنفسهم وانارة منازلهم.